غَيِّري الموضوعَ يا سيِّدتي .
|
ليسَ عندي الوقتُ والأَعصابُ
|
كي أمضيَ في هذا الحِوَارْ ..
|
إِنَّني في ورطةٍ كُبْرَى مع الدُنيا ،
|
وإحساسي بِعَيْنَيْكِ كإحساسِ الجدارْ ...
|
قَهْوَتي فيها غُبَارٌ .
|
لُغَتي فيها غُبَارٌ .
|
شَهْوتي للحُبِّ يكسُوها الغُبَارْ ..
|
أنا آتٍ من زَمَان الوَجَعِ القوميِّ
|
آتٍ مِنْ زمانِ القُبْحِ ،
|
آتٍ مِنْ زَمَانِ الإِنكسَارْ .
|
إِنَّني أكتُبُ مثلَ الطائِرِ المَذْعُورِ ،
|
ما بينَ انفجارٍ .. وانفجارْ ..
|
هل تظنّينَ بأَنَّا وَحْدَنا ؟
|
إِنَّ هذا الوطنَ المَذْبُوحَ يا سيِّدتي
|
واقفٌ خَلْفَ السِتَارْ .
|
فاشْرَحي لي :
|
كيفَ أَسْتَنْشِقُ عِطْرَ امرأَةٍ ؟
|
وأَنا تحتَ الدَمَارْ .
|
إِشْرَحي لي :
|
كيفَ آتيكِ بوردٍ أحمر ؟
|
بعدَ أَنْ ماتَ زَمَانُ الجُلَّنارْ ..
|
2
|
غَيِّري الموضوعَ ، يا سيِّدتي .
|
غَيِّري هذا الحديثَ اللا أُباليَّ ..
|
فما يقتُلُني إِلا الغَبَاءْ .
|
سَقَطَ العالمُ من حولكِ أجزاءً ..
|
وما زلتِ تُعيدينَ مَوَاويلَكِ مثلَ البَبَغَاءْ .
|
سَقَطَ التاريخُ . والإِنسانُ . والعقلُ ..
|
وما زلتِ تظنّينَ بأنَّ الشَمسَ
|
قد تُشرقُ من ثوبٍ جميلٍ
|
أَو حِذَاءْ ..
|
3
|
أَجِّلي الحُلْمَ لوقتٍ آخَرٍ ..
|
فأنا مُنْكَسِرٌ في داخلي مثلَ الإِنَاءْ .
|
أَجِّلي الشِعْرَ لوقتٍ آخَرٍ ..
|
ليسَ عندي من قُمَاشِ الشِعْرِ
|
ما يَكْفي لإِرضَاءِ ملايينِ النِسَاءْ ..
|
أَجِّلي الحُبَّ ليومٍ أو ليومَيْنِ ..
|
لشَهْرٍ أَو لشَهْرَيْنِ ..
|
لعامٍ أَو لِعامَيْنِ ..
|
فَلَنْ تَنْخَسِفَ الأَرْضُ ،
|
ولَنْ تنهارَ أبراجُ السَمَاءْ ..
|
هَلْ مِنَ السَهْل احتضانُ امرأَةٍ؟
|
عندما الغُرْفَةُ تكتظُّ بأجسادِ الضَحَايا
|
وعُيُونِ الفُقَرَاءْ ؟
|
4
|
إِقْلِبي الصَفْحَةَ يا سيِّدتي
|
علَّني أَعثرُ في أوراقِ عَيْنَيْكِ
|
على نَصٍّ جديدْ .
|
إِنَّ مأساةَ حياتي ، رُبّما
|
هيَ أَنّي دائماً أبحثُ عن نَصٍّ جديدْ ..
|
5
|
آهِ .. يا سيِّدتي الكَسْلَى
|
التي ليسَتْ لديها مُشْكِلَهْ ..
|
يا التي ترتَشِفُ القَهْوَةَ ..
|
من خَلْف السُتُور المُقْفَلَهْ .
|
حاولي .
|
أَنْ تطرحي يوماً من الأيام بعضَ الأَسْئِلَهْ .
|
حاولي أَنْ تعرفي الحُزْنَ الَّذي يَذْبَحُني حتَّى الوريدْ ..
|
حَاولي .. أَنْ تَدْخُلي العصرَ معي .
|
حَاولي أَنْ تصرَخي ..
|
أَنْ تغضَبي ..
|
أَنْ تَكْفُري ..
|
حاولي .. أَنْ تقلعي أَعْمدَةَ الأرضِ معي .
|
حاولي أَنْ تَفْعَلي شيئاً
|
لكي نخرجَ من تحت الجليدْ ...
|
6
|
غَيِّري صَوْتَكِ ..
|
أَوْ عُمْرَكِ ..
|
أَوْ إِسْمَكِ .. يا سيِّدتي
|
لا تكُوني امْرَأَةً مخزونةً في الذاكِرَهْ
|
وَادْخُلي سَيْفاً دمشقيّاً بلحم الخاصِرَهْ
|
غَيِّري جِلْدَكِ أحياناً ..
|
لكَيْ يشتعلَ الوردُ ،
|
وكي يرتفعَ البحرُ ،
|
وكي يأتي النَشِيدْ ..
|
7
|
أُسْكُتي يا شَهْرَزَادْ .
|
أُسْكُتي يا شَهْرَزَادْ .
|
أَنتِ في وادٍ .. وأَحزاني بوادْ
|
فالذي يبحثُ عن قِصَّة حُبٍّ ..
|
غيرُ من يبحثُ عن موطِنِهِ تحتَ الرَمَادْْ ..
|
أَنتِ .. ما ضَيَّعتِ ، يا سيِّدتي ، شيئاً كثيراً
|
وأَنا ضيَّعتُ تاريخاً ..
|
وأهلاً ..
|
وبلادْ ... |